المقدمة
“الذكاء الاصطناعي بياكل العالم”… في عالم بيتطور بسرعة، الذكاء الاصطناعي أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء في شغلنا أو حتى في المهام البسيطة اللي بنعملها كل يوم. التكنولوجيا دي بتفتح أبواب كتير للإبداع والإنجاز، لكنها في نفس الوقت محتاجة وعي وطريقة استخدام ذكية عشان نقدر نستفيد منها بأفضل شكل ممكن.
النماذج اللغوية الكبيرة أو Large Language Models - LLMs زي ChatGPT هي في الاخر أدوات انت محتاج تحترف ازاي تستخدمها وتستعملها، عشان تطلّع منها أحسن نتايج… الأمر أشبه لما كنا بنتعلم وورد Word وإكسل Excel، كان هدفنا إن احنا نحترف ازاي نتعامل مع الأدوات دي علشان نحقق أكبر استفادة، وكل ما تعمّقت في فهم الأدوات دي أكتر وازاي تتعامل معاها، كل ما طلعت نتائج أفضل.
في المقال ده، هتكلم عن أهم القواعد والنصايح اللي هتساعدك تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال، ازاي تكتب Prompt قوي تحقق بيه أقصى استفادة ممكنة، وإيه الحاجات اللي تتجنبها.
لازم تشرح كتير
محرك بحث جوجل عودنا إننا محتاجين بس بنكتب كلمات بسيطه وعبارات قصيرة، ولأن جوجل عارف كل حاجه عننا فكان بيدينا النتائج بشكل مباشر وسريع باقل كلمات مطلوبة… بالنسبة لأدوات الذكاء الاصطناعي زي ChatGPT فالموضوع مختلف تماما… الادوات دي مختلفة كليةً عن محركات البحث التقليدية، عشان كده هي بتتطلب إنك تكتب اكثر وتشرح اكثر وتسهب أكثر وتدي سياق Context أكبر عشان الأداة تعرف تطلع لك احسن نتائج واحسن مساعده ممكنه… وعكس محركات البحث التقليدية، الأدوات دي انت تقدر تبص لها على أنها “مساعد ذكي”، وبالتالي انت محتاج تشرح لها كثير علشان تعرف تستفيد منها بأكبر قدر ممكن.
على سبيل المثال في الاستفاضة، ممكن مثلاً تستخدم الأمثلة أو السيناريوهات الواقعية واللي هاتكون ليها لنتائج أفضل. بدل ما تطرح سؤال عام، قدّم له سياق يساعده يفهم احتياجك أكتر. مثلاً، لو عايز نصيحة عن كتابة محتوى إعلاني، ممكن تقول: “إزاي أكتب إعلان لجهاز إلكتروني موجه للشباب اللي بيحبوا الألعاب؟”. السيناريو ده بيخلّي الردود مش بس دقيقة، لكن كمان مخصّصة لنوع الجمهور أو الموقف اللي بتفكر فيه. التفاصيل والسياق بتساعد الذكاء الاصطناعي يقدّم حلول عملية قابلة للتطبيق بدل إجابات عامة ومبهمة.
اتكلم معاه زي ما بتكلم طفل صغير
زي ما محتاجين نتعامل مع الذكاء الاصطناعي على إنه “مساعد ذكي”، محتاجين كمان نفكر فيه ونتعامل معاه على إنه إنسان… مش بس كده، لكن الموضوع يمتد إننا نعتبره طفل صغير، بس طفل فائق الذكاء والمعرفة شويتين… النظرة دي ده هاتساعدك تعرف ازاي تتكلم معاه عشان تطلع أحسن ما عنده… هاتحتاج تكّون جمل مفيدة وشرح وافي وكأنك بتشرح لطفل صغير إنت محتاج إيه… وكل ما شرحت أفضل وبالتالي حسّنت مدخلاتك، كل ما بالتبعية تحسّنت المخرجات والنتايج.
رتّب أفكارك في نقط
الطفل فائق الذكاء ده محتاج يعرف تسلسل أفكارك وترتيب متطلباتك، ولذلك بيساعد جداً لو شرحت انت محتاج ايه منه في شكل نقط Bullet Points محددة ومرتبة بالشكل المنطقي البشري… النتايج هاتكون أحسن لأن مساعدك الذكي هايعرف يساعدك بنفس طريقة تفكيرك.
امشي معاه خطوة بخطوة
لو المساعدة اللي انت محتاجها كبيرة نوعاً ما، فالأفضل تكسّرها لمجموعة مهام فرعية مترتبة، كل مهمة تنقلك للي بعدها… بمعنى انك تكلّمه واحدة واحدة وتطلب منه شيء صغير محدد في كل خطوة، وبالتالي ده هايديك نتيجة صغيرة محددة، واللي بالتالي انت هاتستخدمها في المهمة الصغيرة اللي بعدها، وهكذا… ده هايسّهل عليك انت شخصياً كتير بدل ما تاخد منه نتيجة كبيرة تلخبطك أو تحطك تحت ضغط، الأسهل لعقولنا البشرية إننا نستوعب النتايج على مراحل وبكميات معقولة في كل مرحلة.
الأمر هايكون أشبه بمحادثة انت بتعملها مع مساعدك الذكي، تسلسل طبيعي في المناقشة وتصاعد في الأفكار والنتايج… ده هايسهل عليك جداً معالجة موضوع كبير، وبالتالي هاتحقق معاك نتايج أفضل… مرة تانية: اتكلم معاه على إنه إنسان، إنسان خارق نوعاً ما.
اطلب منه يتقمّص شخصية
عشان تحقيق أحسن نتايج، نصيحة مهمة جدًا إنك تطلب منه يتقمّص شخصية معينة أو يتكلم بأسلوب معين على حسب احتياجك. الطريقة دي بتساعدك تاخد ردود أدق ومناسبة أكتر للسياق اللي بتدوّر عليه… يعني مثلاً لو عايز نصيحة شغل، قول له “اتكلم كخبير في المجال ده”، ولو محتاج فكرة إبداعية، اطلب منه يكتب كأنه شاعر أو كاتب… محتاج شرح موضوع صعب، قول له “اشرح لي الموضوع الفلاني وكأنك بتشرحه لجدتك”… التفاصيل البسيطة دي ممكن تخلّي تجربتك مش بس مفيدة، لكن كمان ممتعة ومصمّمة على احتياجاتك وطلباتك بالظبط.
جرّب أكتر من صيغة للسؤال
لما تيجي تتعامل مع الذكاء الاصطناعي، جرّب دايمًا أكتر من صيغة للسؤال لو الإجابة الأولانية ما كانتش مرضية ليك. أحيانًا التغيير البسيط في طريقة السؤال أو استخدام كلمات مختلفة بيخلّي الردود أدق وأوضح… على سبيل المثال، بدل ما تكتب له “إزاي أعمل حملة تسويقية؟”، جرّب تقول “إزاي أعمل حملة تسويقية لمطعم جديد في منطقة مزدحمة؟”. كل ما كان السؤال محدد وموجه، كل ما كانت الإجابات أقرب لاحتياجك. افتكر دايمًا إن الذكاء الاصطناعي بيشتغل بناءً على مدخلاتك، فاختيارك للكلمات ممكن يغيّر النتايج بشكل كبير، وتغييرها كذا مرة هايخلي مساعدك الذكي يفكر في أبعاد تانية.
اطلب منه يختصر
لما تكون محتاج إجابة محددة جدًا، زي كود برمجي أو معلومة قصيرة، اطلب من الذكاء الاصطناعي يختصر الرد قدر الإمكان. بدلاً من طرح سؤال مفتوح زي “إزاي أكتب كود يستخرج البيانات من ملف CSV؟”، قول: “اكتب لي كود بلغة C# لقراءة ملف CSV باستخدام مكتبة System.IO”. التوجيه ده بيقلل الحشو وبيوفّر وقتك وبيوصّلك للمطلوب بسرعة. اختصار الردود مهم جدًا لما بتتعامل مع حاجة عملية أو لما تكون مستعجل وعايز حل مباشر ومحدد ودقيق.
ومن باب الاختصار وكمان التحديد، واللي هاتكون نتايجه أفضل، هي إنك تطلب منه عدد معين من الإجابات… مثلاً لو بتطلب أفكار لحملة تسويقية، بدل ما تقول: “اديني أفكار لحملة تسويقية”، ممكن تقول: “اديني 4 أفكار لحملة تسويقية تستهدف الشباب اللي بيحبوا التكنولوجيا”. هنا، تحديد العدد والتركيز على الجمهور المستهدف هيساعدك تاخد اقتراحات أكثر دقة… وبكده هتقدر تركّز أكتر على الجودة بدل الكمية. كمان، تحديد العدد بيساعد الذكاء الاصطناعي يوجّه جهوده لتقديم إجابات دقيقة ومناسبة بدل ما يقدّم مجموعة عشوائية من الأفكار. ده بيخلّي وقتك مستغل بشكل أفضل ويضمن إنك توصل لحل مناسب بسرعة.
استخدم الأداة المناسبة
اختيار الأداة أو الـ model المناسبة لاحتياجاتك عامل أساسي لتحقيق أفضل النتائج. مش كل نموذج بيقدم نفس الأداء لكل المهام، فمثلاً لو بتبحث عن كتابة أكواد برمجية، نموذج متخصص في البرمجة زي Codex أو Github Copilot هيكون مثالي. ولو محتاج تحليل نصوص أو كتابة إبداعية، نموذج لغة عامة زي GPT بيكون الاختيار الأفضل. نفس الفكرة تنطبق على أدوات الذكاء الاصطناعي التانية: حدد الغرض بدقة، واختار الأداة المصممة لتحقيقه.
ما سبق ممكن يكون نصيحة متقدمة شوية، لكن لأهمية الذكاء الاصطناعي لازم نبقى عارفين إيه الأدوات المتاحة وأنواعهم وقوة ومزايا كل نوع… في الزمن اللي “الذكاء الاصطناعي بياكل العالم” مش لازم تبقى عارف ازاي تبني الذكاء الاصطناعي بتاعك، لكن ع الأقل تبقى خبير في استخدامه، ومعرفة أنواعه ركن مهم جداً في ده… استخدام النموذج المناسب للمهمة المطلوبة بيوفر وقتك وكمان بيضمن إنك تحصل على نتائج دقيقة ومخصصة لاحتياجاتك.
خلي بالك من الهلوسة
احذر جدًا من حاجة اسمها “الهلوسة” وانت بتتعامل مع الذكاء الاصطناعي… هلوسة الذكاء الاصطناعي هي لما يقدم لك معلومات غير دقيقة أو حتى مختلقة بشكل يبدو مقنع. الذكاء الاصطناعي بيشتغل بناءً على الأنماط الموجودة في البيانات اللي اتدرب عليها، لكنه مش بيقدر يتحقق بنفسه من صحة الكلام اللي بيقوله. ده معناه إنه ممكن يقدّم ردود تبدو واثقة لكنها مليانة أخطاء. عشان كده، مهما كانت الإجابة تبدو منطقية، لازم تراجعها بنفسك أو تتحقق منها بمصادر موثوقة، خصوصًا لو كنت بتتعامل مع حاجة عملية زي كود برمجي.
خطورة “الهلوسة” بتزيد جدًا لما تستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات حساسة زي الطب أو القانون. تخيّل لو طلبت منه تشخيص أعراض طبية وهو قام باختلاق معلومة أو تقديم معلومة غلط، النتيجة هنا هاتكون كارثية لأنها بتأثر على حياة الناس. الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في الحالات دي بدون مراجعة متخصصين ممكن يؤدي لعواقب خطيرة. عشان كده، في المواضيع اللي بتتطلب دقة متناهية، الذكاء الاصطناعي لازم يكون “مساعد” مش بديل عن الخبرة البشرية، ودورك هو التأكد من صحة كل كلمة قبل ما تعتمد عليها… عشان كده باكرر كتير إنه “مساعد ذكي”، يعني بيساعدك في حاجه انت ألريدي تعرف تعملها بس هاتاخد وقت طويل منك، أو يساعدك في حاجه انت تقدر تتحقق من صحتها بحكم خبرتك ومعرفتك وتخصصك.
الخاتمة
في النهاية، الذكاء الاصطناعي أداة قوية بتقدر تخلي حياتنا أسهل وتفتح لنا آفاق جديدة، لكن زي أي أداة، نجاحنا في استخدامها بيعتمد على وعينا وفهمنا لقدراتها وحدودها. اتباع النصايح دي هيضمن إن تفاعلك مع الذكاء الاصطناعي يكون أكتر إنتاجية وأمان. افتكر دايمًا إن الذكاء الاصطناعي مش بديل عن عقلك وخبرتك، لكنه وسيلة بتساعدك تتقدم وتحقق اللي انت عايزه بكفاءة أكبر وفي وقت أقل.
أحب أشكر جداً صديقي العزيز “مصطفى صقر”، اللي كان من أوائل الناس اللي لفتوا نظري للنقط والنصايح دي في مكالمة طويلة زمان قعدنا فيها نتناقش ازاي تطلع بأقصى استفادة ممكنة من ChatGPT… خلاصة المكالمة دي هي إننا فعلاً محتاجين نغير طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الأدوات دي، والمقالة دي بعض النقط على الحروف في الطريق ده.