✨ مقدمة

عمرك فكّرت ليه شركة كبيرة زي Google كل أنظمتها شغالة بثبات رهيب حتى وهي بتخدم ملايين المستخدمين كل يوم؟ ده مش صدفة ولا بسبب الهندسة والأدوات لوحدهم… السر الحقيقي هو إنهم عايشين بمبدأ بسيط اسمه Practice Excellence… يعني كل خطوة مهما كانت صغيرة تتعمل صح من أول مرة.

🎯 يعني إيه “إتقان الممارسة”؟

ببساطة شديدة هي إنك تعمل الحاجة “صح”… مش إننا نشغّلها دلوقتي ونبقى نزبّطها براحتنا بعدين، لأ… من أول خطوة اشتغل كأن مفيش فرصة تانية جاية… المبدأ ده مش عن الكمال، هو عن النية إنك تعمل الحاجة بأعلى جودة تقدر عليها في كل مرة… عن الحِرفية Craftsmanship: إنك تبص لكل حرف كود انت بتكتبه أو لكل عملية انت بتعملها، وتعملها بإتقان كأنها أول مرة.

بصراحة، أول مرة قريت المصطلح ده حسّيت إنه بيعبّر عن حاجة كنت دايمًا بفكر فيها، عمري ما سميتها “Practice Excellence” بالظبط… مثلاً أنا دايمًا شايف إن المعايير والـ best practices معمولة لهدف، مش مجرد شعارات وأكليشيهات… هي موجودة عشان تنقل لك خبرات متراكمة تساعدك تتجنب مشاكل كبيرة.

كلنا تحت ضغط طول الوقت: طلبات مش بتخلص، مواعيد تسليم بتقرّب، تغييرات في آخر لحظة، أولويات بتتغير، الخ… السر مش في تجنّب الضغط… السر هو إنك تبني عادة الإتقان والحرفية حتى وسط الضغط… مع الوقت ده بيبقى طريقتك الطبيعية في الشغل، الطريقة اللي بتتنفس وبتعيش بيها… غلط إن أي حد يعتبرها قيود أو تعطيل أو حتى إنها حاجه اختيارية… هي زي حزام الأمان: بتضايقك شوية بس بتمنع مصايب كبيرة.

⚡ “إحنا ستارت أب… مفيش وقت”

كتير باسمع نفس المبررات دي: “إحنا ستارت أب، لازم نتحرك بسرعة، لازم نوفر… نعملها كده مؤقتًا وبعدين نصلّحها لما الفلوس تيجي”… الحقيقة إن الاختصارات shortcuts في الممارسة مش توفير على قد ما هو تأجيل للمشكلة، اللي بتوفّره النهارده هتدفع ضعفه بكره.

الاختصارات دي بترجع بعدين تعضّك من “ودانك”… debugging أكتر، code refactor أطول، مشاكل في performance أو الـ security بتكتشفها بعدين، الخ… الإتقان من الأول مش رفاهية، ده أرخص استثمار طويل المدى ممكن تعمله لأن تكلفته دلوقتي أقل كتير من بعدين.

في فرق كبير بين إنك تكون ذكي وإنك تكون فهلوي… الذكاء بيخليك تشتغل smart وتختار الحل المناسب مع الأخذ في الحسبان كل الاعتبارات… الفهلوة والنصاحة بزيادة بتخليك تركز على الكسل وتوفير الوقت، هاتبان شاطر دلوقتي لكن هاتدفع التمن بعدين… اللي بيستسهل ويمشّي الأمور هايكتشف بعدين إن الوقت اللي “وفّره” في أول المشروع ضاع عشر أضعافه في آخره… كل ده بس علشان يصلّح اللي كان ممكن يتعمل صح من الأول.

🛠️ إزاي نمارس الإتقان في شغلنا؟

مافيش إجابة كاملة للسؤال ده، لكن دي بعض الأفكار اللي ممكن تقرّب لك الصورة أكتر:

  • اعمل code review بضمير، مش مجرد تأدية واجب.
  • فكّر في الـ scalability وأي مشكلة تانية من أول سطر كود.
  • اكتب كود نضيف… مثلاً سمّي المتغيرات صح، واكتب documentation حتى لو بسيطة.
  • ماتخليش حجج زي “مضغوطين” تبقى مبرر إنّ كودك أو شغلك يبقى وحش.
  • ركّز على ممارسات الأتمتة automation والمراقبة المستمرة observability.
  • اتعلم طول الوقت… طوّر من نفسك… وخلّي عندك تفكير نقدي وعقل منفتح.
  • فكّر في قيمتك للشركة وعملائها… وازاي ممكن تضيف قيمة أكبر ليهم.
  • اسأل نفسك دايماً: “هل أنا شغال بحرفية وإتقان دلوقتي ولا بستسهل؟”.

🧭 الخلاصة

إتقان الممارسة Practice Excellence مش شعار حلو والسلام ختام، ده ضمير وأسلوب حياة في الشغلانة بتاعتنا وأي شغلانة تانية محتاجة درجة من الحرفية والمهارة… اللي بيتعوّد على ممارسة شغله بدرجة عالية من الإتقان والحرفية بيبقى حد مختلف جداً ومميز جداً جداً، مهما اتغيرت الظروف.

أنا دايمًا شايف إن الإتقان مش بيكلّف وقت وفلوس، الإهمال هو اللي بيكلّف كتير… كل مرة تختار تعمل الحاجة صح بتقرّب خطوة من إنك تبقى معماري أو مهندس بيفكر فعلاً زي Google، بتفكر في المستقبل وفي الصورة الكبيرة… بتفكر بإتقان واستمرارية وثقة في كل تفصيلة.